بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم
تعكفْ القنواتُ الفضائيةُ المختصةُ بالتنصيرِ وغرفُ البالتوكِ التنصيريةِ على إبراز من تسميهم (متنصرين)، ونسميهم نحن مرتدين؛ وقمتُ بتتبع قرابة المائة حالة من هذه الحالات، وأحببت أن أسجل هنا بعض الملاحظات على هذه الحالات أكشف شيئا مما يحدث..
سأغض الطرف عن محاولة مَنْ يُبرزون هذه الحالات التحريضَ على الحكومات بالقول بأنّ أجهزة الدولة في مصر والسعودية خصوصًا وغيرهما عمومًا تعتقل من يرتد عن الإسلام وتعذبهم أشد التعذيب. هم حريصون على إبراز هذا الأمر جيدًا مع أنّه لا يحدث!!، والكل يعرف هذا، لن أتكلم عن هذا الأمر في هذا المقام، ولن أتكلم عن أنّ هذا الكلام يراد منه التغطية على ما تمارسه الكنيسة من ضغط على من يُسلم من رعاياها. ولن أتكلم عن أنّ كثيرًا ممن يدّعون أنّهم مرتدون عن الإسلام كشف الله أمرهم وبان للناس كذبهم فهم نصارى من يومهم لم يسلموا قط، ولن أتكلم عن قلة عددهم، وأن الأصوات تتكرر، وأن الكذب عندهم حلال، قد أحله (بولس) رسولهم، وحمله على رأسه اليوم (زكريا بطرس) كبيرهم وجعله له شعارًا فهو لا يصدق، لن أتكلم عن شيء من هذا، سأفترض أنّهم حقًا كانوا مسلمين ، وأقوم الآن برصد بعض الأمور الخاصة بهؤلاء المرتدين:
الأمر الأول: أجمعوا على رؤية (الله) ـ الذي هو المسيح عندهم ـ، وسماعِ صوته. منهم من يزعم رؤيته ومنهم من يؤكد على سماع صوته فقط.
إحداهن ـ ناهد متولي ـ تقول بينما هي نائمة ـ وتصف ثياب نومها ولا أدري لم؟! ـ إذا بشابٍ حسن الهيئة جميل المنظر يدخل عليها من نافذة الغرفة (الشباك) ويهز السرير فيوقظها ثم يقول لها أنّه هو (رب المجد يسوع) جاء ليخلصها من الإسلام!!.
ولا أدري كيف رأته دخل من النافذة وقد كانت نائمة لم تستيقظ إلاّ بعد أن أيقظها بهزّ سريرها، وقد كشف الله أمرها وبان أنّها لم تكن يومًا مسلمة.
وآخر يقول أنّ بابَ السماء فُتِحَ له وصعد فيه، ورأى في السماء (ربَّ المجد يسوع) بشحمه ولحمه ـ كما يعبر هو ـ، وأنّه لا زال إلى اليوم يصعد للسماء ويرى (الرب) ويسمع صوته، بل ويستعمل هو (الربَّ) في معرفة ما دقَّ وجلَّ من الأشياء، وقد تَسَمَّى بـ (باب السماء)، وهو مشهور معروف. ويكذب كثيرًا في غير هذا، وكذباته تملأ الشبكة العنكبوتية، وتقام عليها جلسات السمر.
وآخر كان متعبًا يمشي هائمًا، وفجأة وقفت سيارة، فركب فيها، ومشت به إلى باب بيته فنزل، ثم تذكر أنّ السيارة عرفت عنوانه دون أن يخبر سائقها بالعنوان، فاستدار ليشكره ويسأله كيف عرف البيت دون أن يخبره، فلم يجد شيئًا.. يقول.. لم أجد السيارة، ولم أجد أثرًا للكاوتش ( الإطار ) ، يقول : من يومها عرفت أنه ( رب المجد يسوع ) . !! ومن ثمَّ ترك الإسلام من فوره و(آمن) بالمسيح!!
ذاك (الدجال) الذي يرافق زكريا بطرس في برامجه، ويقال له (الأخ أحمد).
وآخر يقسم أنّه كان يمشي في العراق جائعًا ومرَّ على صليبٍ منصوب فإذا به يرى المسيح ـ عليه السلام ـ معلقًا على الصليب.. يقسم على هذا.. وإذا بـ (المسيح) ينزل من على الصليب ويعطيه (ساندوتش) في يديه فيأكل ويشبع (1)!!
ـ وأحدهم رأى المسيح نازلًا من السماء راكبًا الغمام، في الثالثة صباحًا (قبل الفجر)، فسأله المذيع، كنت نائمًا أم يقظانًا؟ فسكت قليلا ثم قال: بين النائم واليقظان (2) !!؛ يقول: وهذه الرؤية غيرت حياته بالكامل.. جعلته يترك الإسلام ويتحول للنصرانية!!
ـ وأحدهم اشتد به الكرب في الجزيرة العربية فربط طرفًا من (شماغه) (3) في مروحة السقف وطرفًا آخر حول رقبته، كي يخنق نفسه ويموت منتحرًا، فجاءه (رب المجد يسوع) وفك خناقه وكلمه ومن ثم ارتد من فوره (4).
ويؤكد كبير من كبرائهم أنّ (رب المجد يسوع) يظهر للناس في الأحلام ويظهر للناس في المسجد (5).
وكثيرون يتكلمون بأنهم سمعوا صوت الرب يكلمهم في يقظتهم ومنامهم.
الأمر الثاني: أن كثيرًا ممن تنصر، بل يكاد يكون كلهم ممن يترددون على (الكنيسة)، بأن تكون لهم صداقات مع نصارى أو من باب الفضول.
الأمر الثالث: ويلاحظ أنهم جميعًا في فترة ما قبل الردة مباشرة يجدون بغضًا شديدًا للدين وخاصة القرآن ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وحبًا شديدًا للكنيسة ومَنْ حولهم من النصارى حتى أنه يشتاق للكنيسة.. قلبه معلقٌ بها.. لا يصبر على فراق أصحابه من الكافرين.
قلت: وهذا فِعْلُ السحرُ.
النصارى يستعملون السحر في جذب الناس إليهم، ويستعملون السحر في تبغيض الإسلام إلى الناس، وما يرونه ويكلمونه هو الشيطان.. الذي دخل أجسادهم بالسحر، يُخيَّلٌ إليهم من سحرهم أن المسيح ـ عليه السلام ـ على الصليب، أو يركب الغمام، أو أن صوتًا يناديهم ويكلمهم ببعض الجُمَلْ من الإنجيل، ويعرف هذا جيدا من ابتلاه الله بالسحر، وهم كُثر ـ شفى الله كلَّ مريض ـ فالشيطان يبرز للمسحور بعدة أشكال ويتكلم إليه... يبرز إليه حقيقة ويراه دون مَن حوله ويتكلم إليه، وربما يلمسه (مداعبًا) أو مؤذيًا.
نعم هو السحر ويشهد على ذلك شواهد:
منها شهودُ عيانٍ ممن عادوا إلى الإسلام وثبت أن ما كانوا فيه سببه الرئيس هو السحر، والشهود موجودون يتكلمون لمن شاء أن يستيقن أو يستزيد. وبعضهم أدلى بشهادته في المواقع الإسلامية بالصوت والصورة.
ـ ومن الشواهد على كذبهم في دعوى رؤية الله أو سماع صوته أن كتاب النصارى يقص عليهم أن الله لا يُرى ولا يُسمع صوته.. أكد المسيح ـ عليه السلام ـ على هذا إذ قال: "والآب نفسه الذي أرسلني يشهد لي لم تسمعوا صوته قط ولا أبصرتم هيئته" إنجيل يوحنا [ 5 : 37 ] ، فلا أدري كيف يرونه وكتابهم ينفي رؤية الله؟!
إنّه ليس الله، إنّه الشيطان.
وإن قيل أن الذي يرونه هو الله متجسدًا (المسيح) كما يزعمون، فهذا الأمر مستحيل. مستحيلٌ من وجهة نظر العقيدة النصرانية فضلا عن العقيدة الإسلامية. ولو قالوا به فإنّهم بهذا ينسفون عقيدتهم، إذ أن (الله) مات من أجلهم.. مات وانتهت القصة.. مات من زمن.. فلا يمكن أن يجيء ثانية.. التجسد كان لهدفٍ ما ـ حسب العقيدة النصرانية ـ وهو الفداء ، وقد مات (الرب) وانتهت القصة من الفي عام تقريبا، فلا أدري كيف عاد ثانية؟!
إنّ هذا الزعم مما لا تقبله العقيدة النصرانية نفسها.
ومن الشواهد على كذبهم في رؤية الله الذي هو المسيح عندهم أن ليس في (الإنجيل) أن المسيح ـ عليه السلام ـ هو الله أو ابن الله ـ بنوة نسب ـ، لم يتكلم المسيح ـ عليه السلام ـ بشيء من هذا ألبته، ولم يعبده أحد حتى التلاميذ، كان يقول عن نفسه أنّه رسول من عند الله، و كل من عاصروه ما عرفوا عنه سوى أنّه رسول من عند الله.
كان يقول لمن خالفه وحاول قتله "ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله". [ يوحنا 8 :40].
وفي الإنجيل أنّ المسيح ـ عليه السلام ـ كان دائم الصلاة والتضرع لله، الإنجيل في كل صفحاته يشهد بذلك . في لوقا ( 5/16 ) "وأما هو ـ أي عيسى ـ فكان يعتزل في البراري ويصلي، وفي إنجيل متى (26 : 39) " ثم تقدم قليلاً وخرَّ على وجهه وكان يصلي قائلا: يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس". وأكثرَ كتبةُ (الأناجيلِ) في الكلامِ عنْ صلاةِ المسيحِ للهِ (مرقص : 1: 35)، (لوقا : 6:12)، (لوقا : 9 : 18)، (لوقا :11 : 1)، ومتى (26 : 39 ـ 44).
فليت شعري إذا كان هو الله فلمن كان يصلي، أيصلي الله لله؟!
تعالى الله.
ومن عاصروه ما كانوا يعرفون عنه إلاّ أنّه نبي؛ دخل ـ عليه السلام ـ مرة أورشليم فارتجت المدينة كلها ـ حسب قول متى [ 21 : 10 ، 11 ] ـ وسألت من هذا ؟ فكانت الإجابة من الجموع الغفيرة من المؤمنين والتلاميذ الذين دخلوا مع المسيح مدينة القدس هي: "هذا يسوع النبـي من ناصرة الجليل".
وحين بشر به موسى ـ عليه السلام ـ بشر به على أنّه نبي، والمتكلم بهذا (بولس ـ شاول) مؤسس النصرانية، يقول في أعمال الرسل [3 : 22] على لسان موسى ـ عليه السلام ـ " إن نبيـاً مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم".
وحين أحيا الميت بإذن الله ما كان من الحضور (تلاميذ المسيح وعامة الناس) إلا أن مجدوا الله وقالوا "قد قام فينا نبي عظيم وتفقد الله شعبه" [ لوقا : 7/ 16 ]؛ والأعمى الذي شفاه بإذن الله قال عنه أنّه نبي.. ما فهم الأعمى غير ذلك (يوحنا : 9 : 17).
وألوهية المسيح ـ المزعومة ـ جاءت بعد أن مات المسيح ـ عليه السلام ـ ولم تأتِ من تلاميذ، بل من ألد أعدائه.. أتت من (بولس)، والفداء تكلم به (بولس)، والصلب تكلم به (بولس)، والختان ألغاه (بولس)، والعهد القديم (الشريعة) ألغاه (بولس)، ولم تستقر تلك العقائد إلا في القرن الخامس الميلادي بعد أن سيطر الوثنيون، وهذه الكتب التي بين أيديكم (الأناجيل)، لم يقل أصحابها أنّهم يكتبون وحيًا من عند الله، وإنّما كانوا يكتبون رسائلا لأصحابهم، والذي أعطاها صفة القداسة وجعلها أناجيل هم أهل المجامع (المقدسة). أي أنّها أخذت صفة القداسة من البشر وليس من الله(6) .
فكيف يقال أنّ المسيح هو الله ـ تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا ـ، وأنّه يظهر للناس.
من أين لهم بهذا؟!
إن كتابهم لا يقر بهذا.
ـ ومن الشواهد على كذبهم أنّهم يستحلون الكذب!!
نعم يستحلون الكذب، أباحه لهم (بولس)، كان يكذب ولا يستحي، ويسجل كذباته على أنّها (كلام مقدس). وهذا أمر مشهور معروف، وهو يفسر تماديهم في الكذب دون حياء.
ـ ويشهد على أنّ رؤية (المسيح)، من السحر، هو أنّ (المسيح) لا يظهر إلاّ للأقباط ومن تبع الكنيسة المصرية، ولم يكن يظهر في القديم، وإنّما ظهر بعد أن سيطرت جماعة الأمة القبطية على النصارى، ومعروف ومشهور أنّهم استعملوا السحر، وكان كبيرهم (كيرلس السادس) ساحر، ومن شاء يراجع كتاب (لعنة جماعة الأمة القبطية) (7).
ـ ويشهد على أنّ ما هم به من أثر السحر، أو أنّه ليس الحقيقة وإنّما مرض في القلوب ـ نسأل الله العافية ـ جوابهم حين يسألون عن سبب تركهم للإسلام، أو ما يأخذونه على الإسلام، تجدهم يرددون أكاذيب النصارى، وهذا يعني بداهةً أنّهم لم يعرفوا الإسلام إلاّ من أفواه النصارى. مثلا يقولون لأن الإسلام دين الإرهاب.. دين لا يعرف إلاّ القتل، وهذا كذب، وأمارة كذبه هو أنّ النصارى وغيرهم بين أظهرنا إلى اليوم، فلو أنّنا نقتل الكافرين حين نقدر عليهم ما بقي منهم أحد بيننا . وقامت الدعوة الإسلامية ولم يقتل عشر ما قتله (شاول) من الفلسطينيين.
وإحداهن ـ هي أفصح من يتكلم وأشدهم جدالًا لنا ـ تقول أنّها تركت الإسلام لما عرفته عن نبي الإسلام، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم، تقول كان يُغيِّر في النساء كما يغير في (جلاليبه ـ ثيابه)، وتستدل بقول الله تعالى: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا} [ الأحزاب : 52 ].
ولم تكن عنده جلاليب، عاش فقيرًا، يمر عليه اليوم واليومان والثلاث لا يجد شيئا يأكله، ويربط على بطنه الحجر والحجرين والثلاث من شدَّة الجوع، ويسكن في غرفات من طين سقفها الجريد، إن رفع الواقف يده لمس سقفها، وجدار البيت هو جدار المسجد، فإن علا الصوت بالبيت سمع مَن بالمسجد، وينام على الأرض، لم ينم على سرير قط.. ينام على الحصير حتى يُعَلِّمَ في جنبيه. ولم يُطلِّق زوجةً ويستبدل بها أخرى، كما تفتري عليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، والآية فيها إظهار لفضل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونسائه، ولها قصة يحكيها أهل السنن والتفاسير، قصة تشهد على زهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الدنيا وأنّه ما كان ملكًا جبارًا، ولا لاهيًا يعبث مع النساء أو بالنساء، ولكنه كذب الكنيسة يردده هؤلاء المسحورون.
والمقصود هو أنّ هؤلاء المرتدين حين يتكلمون عن الإسلام لا يتكلمون إلاّ بأكاذيب النصارى، ولا يسمعون لنا، ومن يسمع منهم يعود من فوره، وهي أمارة على أن القوم مسحورون، أو أنّها قلوب مريضة تتبع أهواءهم لما في أيديهم.
أقول: هذا ما عند النصرانية.. هذه هي بضاعتهم التي يعرضونها على النّاس، كذب ودجل، أقبل المسيح.. المسيح يأتيك يعطيك (ساندوتش) أو يفك عنك الشماغ...إلخ هذه الحكايات التي لا تنطلي على الصبيان فضلا عن العقلاء من الرجال