WwW.myshop.hot-me.Com
اهلا وسهلا
مرحبا بك معنا
WwW.myshop.hot-me.Com
اهلا وسهلا
مرحبا بك معنا
WwW.myshop.hot-me.Com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

WwW.myshop.hot-me.Com



 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
مواضيع مماثلة

     

     الأخلاق فى الإسلام

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    Admin
    صـــــاحـب المنتــــدي
    صـــــاحـب المنتــــدي



    عدد الرسائل : 919
    العمر : 41
    تاريخ التسجيل : 09/04/2008

    الأخلاق فى الإسلام Empty
    مُساهمةموضوع: الأخلاق فى الإسلام   الأخلاق فى الإسلام Emptyالإثنين يونيو 23, 2008 8:55 pm

    تمهيد:
    سبب اختيار الموضوع : -
    ضرورة البحث الأخلاقي، وهل هو مختص بالفئة النخبوية من الناس.
    هنالك أمران نعتقد بأن الجميع مطالب بهما، وهما: العلم والأخلاق، وهناك -مع الأسف- من يرى أن النخبة فقط هم المعنيون بذلك.. والحال بأننا نلاحظ في حياة النبي وآله (ع)، أن الفئة الملتفة حولهم كانوا من الطبقة الاجتماعية العامة.. حيث كان فيهم التمار، والزيات، وأصحاب الحرف المختلفة.
    ولم نشهد وجود أماكن مختصة بجماعة، يطلبون العلم وينفق عليهم من بيت المال. بل إن الطبقة الاجتماعية كلها كانت تسعى في هذا المجال، وهم الذين نقلوا لنا هذا التراث الروائي الضخم.. فإذن، هذا من جانب العلم. أما من جانب الأخلاق، فالإنسان في هذه الحياة الدنيا، لابد وأنه سيواجه ذلك اليوم، الذي سيسأل عن عمره فيما أفناه؟..
    وعن ماله فيم أنفقه؟.. إذ من المعلوم أن الإنسان في هذه الفترة القصيرة من عمره، سيرسم حياته الأبدية سعادة وشقاءً. ومن هنا فإنه الضروري أن نعلم كيف نتقرب إلى واهب الوجود، وكيف نحول العلاقة إلى علاقة معايشة، بمعنى أن نحقق حالة العبودية، كما هو الحال في الزوجية والأمومة والوظيفة وما شابه ذلك.. فهل فكرنا يوما من الأيام، بأننا عبيد بين يدي الله عز وجل؟!..
    إن الإحساس بالعبودية لها لوازمها الكثيرة، من التعبد والتأدب بين يدي المولى.. وعليه، أعتقد بأن هذا الأمر مما يعنى به الجميع، وبمراجعة سريعة لحياة السلف الصالح، نلاحظ أن في هؤلاء قسم من النخبة من العلماء والمفكرين، وآخر من الصالحين من الطبقات الكادحة، والتي لا تشار إليها بالبنان
    عبارة عن المبادئ والقواعد المنظمة للسلوك الإنساني ، والتي يحددها الوحي لتنظيم حياة الإنسان على نحو يحقق الغاية من وجوده في هذا العالم على الوجه الأكمل والأتم ويتميز هذا النظام الإسلامي في الأخلاق بطابعين :
    الأول : أنه ذو طابع إلهي، بمعنى أنه مراد الله سبحانه وتعالى .
    الثاني : أنه ذو طابع إنساني أي للإنسان مجهود ودخل في تحديد هذا النظام من الناحية العملية . وهذا النظام هو نظام العمل من أجل الحياة الخيرية ، وهو طراز السلوك وطريقة التعامل مع النفس والله والمجتمع .
    وهو نظام يتكامل فيه الجانب النظري مع الجانب العملي منه، وهو ليس جزء من النظام الإسلامي العام بل هو جوهر الإسلام ولبه وروحه السارية في جميع نواحيه :إذ النظام الإسلامي –على وجه العموم –مبني على مبادئه الخلقية في الأساس ، بل إن الأخلاق هي جوهر الرسالات السماوية على الإطلاق فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) فالغرض من بعثته –صلى الله عليه وسلم – هو إتمام الأخلاق ، والعمل على تقويمها ، وإشاعة مكارمها ، بل الهدف من كل الرسالات هدف أخلاقي ، والدين نفسه هو حسن الخلق .
    ولما للأخلاق من أهمية نجدها في جانب العقيدة حيث يربط الله سبحانه وتعالى ورسوله –صلى الله عليه وسلم –بين الإيمان وحسن الخلق ، ففي الحديث لما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم : أي المؤمنين أفضل إيمانا ؟ قال صلى الله عليه وسلم : (أحسنهم أخلاقاً ) ثم إن الإسلام عدّ الإيمان برا، فقال تعالى : ((ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ، ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين )) وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (البر حسن الخلق ) والبر صفة للعمل الأخلاقي أو هو اسم جامع لأنواع الخير.
    وكما نجد الصلة بين الأخلاق والإيمان ، نجدها كذلك بين الأخلاق والعبادة إذ إن العبادة روح أخلاقية في جوهرها لأنها أداء للواجبات الإلهية. ونجدها في المعاملات –وهي الشق الثاني من الشريعة الإسلامية بصورة أكثر وضوحاً .
    وهكذا نرى أن الإسلام قد ارتبطت جوانبه برباط أخلاقي ، لتحقيق غاية أخلاقية ، الأمر الذي يؤكد أن الأخلاق هي روح الإسلام ، وأن النظام التشريعي الإسلامي هو كيان مجسد لهذه الروح الأخلاقية .
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://myshop.yoo7.com
    Admin
    صـــــاحـب المنتــــدي
    صـــــاحـب المنتــــدي



    عدد الرسائل : 919
    العمر : 41
    تاريخ التسجيل : 09/04/2008

    الأخلاق فى الإسلام Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الأخلاق فى الإسلام   الأخلاق فى الإسلام Emptyالإثنين يونيو 23, 2008 8:56 pm

    المطلب الثانى
    أنواع الأخلاق
    الخلق نوعان:
    أ‌- خلق حسن : وهو الأدب والفضيلة وتنتج عنه أقوال وأفعال جميلة عقلا وشرعاً .
    ب‌- خلق سيئ : وهو سوء الأدب والرذيلة وتنتج عنه أقوال وأفعال قبيحة عقلا وشرعاً .
    ولقد جاءت دعوته صلى الله عليه وسلم إلى فضائل الأخلاق سامية زاكية ، فقد روي عن أسامة بن شريك قال : كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم كأنما على رؤوسنا الطير ،ما يتكلم منا متكلم ، إذ جاءه أناس فقالوا: من أحب عباد الله تعالى ؟ قال : (أحسنهم خلقاً ) وحسن الخلق من أكثر الوسائل وأفضلها إيصالاً للمرء للفوز بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والظفر بقربه يوم القيامة حيث يقول : ( إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً)
    إن الأخلاق في الإسلام لا تقوم على نظريات مذهبية ، ولا مصالح فردية ، ولا عوامل بيئية تتبدل وتتلون تبعا لها ، وإنما هي فيض من ينبوع الإيمان يشع نورها داخل النفس وخارجها ، فليس الأخلاق فضائل منفصلة ، وإنما هي حلقات متصلة في سلسلة واحدة ، عقيدته أخلاق ، وشريعته أخلاق ،لا يخرق المسلم إحداها إلا أحدث خرقا في إيمانه
    يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق السارق وهو مؤمن) وسئل صلى الله عليه وسلم : أ يكذب المؤمن ؟ قال : (لا) ثم تلا قوله تعالى : (( إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون )) فالأخلاق دليل الإسلام وترجمته العملية ، وكلما كان الإيمان قوياً أثمر خلقا قويا كما أن الأخلاق في الإسلام ليست لونا من الترف يمكن الاستغناء عنه عند اختلاف البيئة ، وليست ثوبا يرتديه الإنسان لموقف ثم ينزعه متى يشاء ، بل إنها ثوابت شأنها شأن الأفلاك والمدارات التي تتحرك فيها الكواكب لا تتغير بتغير الزمان لأنها الفطرة ((فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله الإنسان مخلوق مزدوج الطبيعة فهو من طين وروح وهو كذلك مزدوج الاستعداد . وهو مزود باستعدادات متساوية للخير والشر ، والهدى والضلال ، وإنه قادر على التمييز بين ما هو خير وما هو شر على وجه الإجمال غالباً. قال تعالى : (( فألهمها فجورها وتقواها )) وقال تعالى : (( وهديناه النجديين )) وبجانب هذه الاستعدادات الفطرية الكامنة ، فإن هناك قوة واعية مدركة مغروسة في البشر، فمن استخدمها في تزكية نفسه وتطهيرها من الشر أفلح ، ومن أخمد هذه القوة خاب وخسر، قال الله تعالى : ((قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ))


    المطلب الثالث
    السلوك وأنواعه
    السلوك هو عمل الإنسان الإرادي المتجه نحو غاية معينة مقصودة ، تهدف إلى تحقيق مطالب جسدية أو نفسية أو روحية أو فكرية .

    والسلوك نوعان :

    1- خلقي : وهو ما كان نابعا عن صفة نفسية قابلة للمدح أو الذم كإعطاء الفقير ، والإنفاق في وجوه الخير حال كونه نابعا عن جود وكرم ، وكذلك الإقدام دفاعا عن الحق ، وإزهاقا للباطل حال كونه نابعا عن الشجاعة ، فهذه صفات حميدة لأنها من فضائل الأخلاق ، فآثارها تابعة لها في الحكم . روى أبو سعيد الخدري –رضي الله عنه– عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : {لا يحقرن أحدكم نفسه} قالوا : يا رسول الله كيف يحقر أحدنا نفسه ؟ قال : {يرى أن عليه مقالاً ، ثم لا يقول فيه ، فيقول الله عز وجل يوم القيامة ، ما منعك أن تقول كذا أو كذا ؟ فيقول : خشيت الناس ، فيقول الله (فإياي كنت أحق أن تخشى )
    2- سلوك إرادي غير خلقي : منه ما هو استجابة لغريزة جسدية كالأكل المباح عن جوع ، والشرب المباح عن ظمأ ، فقد يجوع الإنسان فيأكل ملبيا حاجة عضويته ، وهنا نقول : إن تناوله للطعام بتأثير دوافع الجوع سلوك لا علاقة له بميزان الأخلاق إيجابا أو سلبا ، ولكن شرهه الزائد عن الحاجة والموقع له في المضرة سلوك ناتج عن خلق غير محمود ، أما قناعته فيه والتزامه بمقدار الحاجة –ذلك بضبط نفسه عن دوافع الشره –سلوك أخلاقي كريم ، ناشئ عن قوة إرادته العاقلة التي تمنعه عن مواقع الضرر .
    ومن هذا يتبين لنا الآتي :
    1- أن السلوك إما أن يكون سلوكا خلقيا ، وإما يكون سلوكا لا علاقة له بالأخلاق .
    2- أن السلوك الإرادي غير الخلقي يكون استجابة لغرائز ، شريطة أن يكون على قدر الحاجة بلا زيادة ولا نقصان . فمثلا : الأكل قدر الحاجة سلوك إرادي خلقي إذا كان استجابة لغريزة الجوع ، فإذا زاد عن الحاجة أو نقص تحول إلى سلوك أخلاقي ذميم عند الزيادة ، لأنه نابع عن صفة مرذولة هي الشره ، أما عند النقص فيكون محموداً إذا كان نابعا عن قناعة مع نية صالحة لأنها من الفضائلإن الأخلاق ليست مكتسبة على إطلاقها ، كما أنها ليست موهوبة على إطلاقها ، وإنما تتضافر الفطرة السليمة مع دلالة العقل التام السوي في إدراك وتقرير جانب من الأخلاق ثم يأتي دور الشرع ليكمل الفطرة ، ويحمي العقل ، ويضع الضوابط العامة ، التي ترقى بالفرد والمجتمع من الوجهة الخلقية .
    والناس بفطرتهم –مع توفير الظروف الملائمة– يميلون إلى النماذج والصفات الخلقية الخيرة، ويشعرون بالراحة التامة عند ممارسة مثل هذه الأدوار التي توصف بالعدل والحق والجمال، كما ينفرون بفطرتهم، من الاتجاهات الخلقية الشاذة، ويتذمرون من النماذج الخلقية المنحرفة،إذ يشعرون بغرابتها على فطرتهم،ومناقضة تلك النماذج لها .
    وكذلك فإنه إذا ما التقت طبيعة القوى الفطرية هنا مع وظيفة العقل ، فإنه يكون ماضيا في تحقيق كماله الوظيفي في الجانب العملي .
    ومع هذا فإن أثر هذين الجانبين الفطري والعقلي في مجال الأخلاق يظل ناقصا تماما ، وغير قادر على تحقيق الكمال الإنساني المنشود ، ومن ثم يأتي دور الشرع ليكمل الفطرة ويقوم العقل ، ويرشد أحكامه ، وبذلك تصبح معالم الشرع وتوجيهاته ، مع سلامة الفطرة وصحة النظر العقلي ركائز تتضافر في بناء الكمال الخلقي للإنسان .
    من خلال العرض السابق يتبين لنا أن الأخلاق تنقسم إلى قسمين :
    الأول : الأخلاق الفطرية :
    وقد دلت أحاديث كثيرة على أن من الأخلاق ما هو فطري ، يتفاضل به الناس في أصل تكوينهم الفطري ، ومن ذلك :
    ما روى عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (الناس معادن كمعادن الذهب والفضة ، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ، والأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف ) وهذا الحديث دليل على فروق الهبات الفطرية الخلقية ، وفيه يثبت الرسول –صلى الله عليه وسلم – أن خيار الناس في التكوين الفطري هم أكرمهم خلقا ، وهذا التكوين الخلقي يرافق الإنسان ويصاحبه على جميع أحواله .
    وروي عن حذيفة بن اليمان قال : حدثنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حديثين ، قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر حدثنا : (إن الأمانة نزلت في جدر قلوب الرجال ، ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة ) في هذا الحديث بيان عن الأمانة في الناس وعما تصير إليه فيهم ، فقد أبان الرسول صلى الله عليه وسلم حقيقة من حقائق التكوين الخلقي الفطري في الناس ، وهذه الحقيقة تثبت أن الأصل في الناس أن يكونوا أمناء .
    وقوله صلى الله عليه وسلم للمنذر بن عازر : (إن فيك لخصلتين يحبهما الله الحلم والأناة ، فقال يا رسول الله كان بي أم حدثا ؟ قال : (بل قديم ) فقال الحمد لله الذي جبلني على خصلتين يحبهما .
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://myshop.yoo7.com
    Admin
    صـــــاحـب المنتــــدي
    صـــــاحـب المنتــــدي



    عدد الرسائل : 919
    العمر : 41
    تاريخ التسجيل : 09/04/2008

    الأخلاق فى الإسلام Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الأخلاق فى الإسلام   الأخلاق فى الإسلام Emptyالإثنين يونيو 23, 2008 8:57 pm

    المطلب الرابع
    نماذج فى الأخلاق
    مواقف عملية شاهدة على الأخلاق الفطرية :
    أ- هذا أبو بكر رضي الله عنه لم يشرب الخمر قط ، ولما سئل : بم كان يتجنبها في الجاهلية فقال : [كنت أصون عرضي وأحفظ مروءتي ، فإن من شرب الخمر كان مضيعا في عقله ومروءته ]
    ب‌- وهذه خديجة رضي الله عنها – حين جاءها رسول الله صلى الله عليه وسلم أول نبوءته وهو يقول [زملوني ، زملوني ] قالت : والله لا يخزيك الله أبداً : إنك لتصل الرحم ، وتكسب المعدوم ، وتعيين على نوائب الدهر .
    ت- ومن خلال المثالين السابقين نلاحظ إن ذلك كان قبل البعثة ومع ذلك كانت هناك آداب وأخلاق متأصلة فيهم وقد أقرها الشرع فيما بعد ، مثل الكرم ، وإكرام الضيف وغيره مما اتصف به العرب قبل البعثة .
    ث‌- وحين بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم – النساء قال : {بايعنني على أن لا تشركن بالله شيئا إلى أن قال : (ولا تزنين ) قالت هند بنت عتبة : هل تزني الحرة ؟ فسؤالها يدل على أنفة وعفة وطهارة ، وتلك هي الفطرة السوية التي فطرهن الله عليها تعرف الحق ، وتتجه للخير . والفطرة حين تسلم من العوارض المشوشة عليها ، والتأثيرات المخدرة لها وتسقط عنها الحوائل ، فإنها عندئذ تستقيم لربها وتعرف الحق ، وتدعو إلى كل خلق جميل .
    الأخلاق المكتسـبة :
    فكما أن هناك أخلاق فطرية ، كذلك بإمكان أي إنسان أن يكتسب بعض الفضائل والأخلاق ، وذلك بالتربية المقترنة بالإرادة والقيم ، والناس في ذلك متفاوتون بمدى سبقهم وارتقائهم في سلم الفضائل كما أن كل إنسان عاقل يستطيع بما وهبه الله من استعداد عام أن يتعلم نسبة من العلوم ، والفنون وأن يكتسب مقداراً ما من أي مهارة عملية من المهارات .
    وتفاوت الاستعداد والطبائع لا ينافى وجود استعداد عام صالح لاكتساب مقدار من الصفات الخلقية ، وفي حدود هذا الاستعداد العام ، وردت التكاليف الشرعية الربانية العامة ، ثم ترتقي من بعده مسؤوليات الأفراد بحسب ما وهب الله كللا منهم من فطر ، وبحسب ما وهب كلا منهم من استعدادات خاصة . ووفق هذا الأساس ، وضع الإسلام قواعد التربية على الأخلاق الفاضلة

    المطلب الخامس
    أهمية الأخلاق في حياة البشر :
    إن أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية لا يستطيع أفراده أن يعيشوا متفاهمين سعداء ما لم تربط بينهم روابط متينة من الأخلاق الكريمة .
    ولو فرضنا وجود مجتمع من المجتمعات على أساس تبادل المنافع المادية فقط ،من غير أن يكون وراء ذلك غرض أسمى ، فإنه لا بد لسلامة هذا المجتمع من خلقي الثقة والأمانة على أقل التقدير .
    فمكارم الأخلاق ضرورة اجتماعية لا يستغني عنها مجتمع من المجتمعات ، ومتى فقدت الأخلاق التي هي الوسيط الذي لابد منه لانسجام الإنسان مع أخيه الإنسان ، تفكك أفراد المجتمع ، وتصارعوا ، وتناهبوا مصالحهم ، ثم أدى بهم ذلك إلى الانهيار ثم الدمار .
    فإذا كانت الأخلاق ضرورة في نظر المذاهب والفلسفات الأخرى فهي في نظر الإسلام أكثر ضرورة وأهمية ، ولهذا فقد جعلها مناط الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة ، فهو يعاقب الناس بالهلاك في الدنيا لفساد أخلاقهم .
    قال تعالى : ((ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا )) وقال تعالى : ((وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون )) بل إن الإسلام يخضع الأعمال العلمية للمبادئ الأخلاقية ، سواء كان ذلك في مجال البحث أو في مجال النشر لتوصيله للناس . ولقد أهتم الإسلام بالأخلاق لأنها أمر لابد منه لدوام الحياة الاجتماعية وتقدمها من الناحيتين المادية والمعنوية ، فالإنسان –دائما –بحاجة ماسة إلى نظام خلقي يحقق حاجته الاجتماعية ، ويحول دون ميوله ونزعاته الشريرة ويوجهه إلى استخدام قواه في مجالات يعود نفعها عليه وعلى غيره . إن الإسلام يدرك تمام الإدراك ماذا يحدث لو أهملت المبادئ الأخلاقية في المجتمع ،وساد فيه الخيانة والغش، والكذب والسرقة، وسفك الدماء،والتعدي على الحرمات والحقوق بكل أنواعها، وتلاشت المعاني الإنسانية في علاقات الناس، فلا محبة ولا مودة، ولا نزاهة ولا تعاون، ولا تراحم ولا إخلاص. إنه بلا شك سيكون المجتمع جحيما لا يطاق،ولا يمكن للحياة أن تدوم فيه ، لأن الإنسان بطبعه محتاج إلى الغير، وبطبعه ينزع إلى التسلط والتجبر والأنانية والانتقام .

    قال تعالى : ((وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد )) لذا جاء الإسلام بأسس ومعايير يتحتم علينا السير وفقا لها وهي ليست أسسا ومعايير وضعية ، وإنما وحي يوحى على هيئة أوامر ونواه ومباحات ومحظورات فمن أطاع الله أثابه ومن عصاه عاقبه . وتمتاز الأخلاق الإسلامية بأنها واقعية عملية وليست مثالية ، كما أنها تؤكد حرية الإنسان واختياره ومسئوليته عن فعله ، وتتميز أيضا بأنها إيجابية شاملة بعيدة عن الانحراف والغلو ، وهي بذلك صالحة لكل زمان ومكان . كما أن الإسلام شرع أحكاما لحماية المجتمع من التردي الخلقي الذي يؤدى إلى الهلاك،وذلك واضح في العقوبات الحدية والتعزيزية. الالزام أهم الأسس التي يقوم عليها النظام الأخلاقي في الإسلام . والإلزام هو الالتزام من الإنسان في مواجهة البشرية كلها بناء على كونه مكلفا في هذه الحياة ، وله أمانة ورسالة وله حرية الإرادة التي تحكم عمله ، وتكون مناطا للجزاء ، لذا كان الالتزام الأخلاقي أبرز معالم المسئولية الفردية
    أما أهميته فهو دعامة الأخلاق الكبرى ، وتتضح ذلك في المعاني التالية :
    1- إن زوال فكرة الإلزام يقضي على جوهر الغاية التي تحققها الأخلاق ، فإذا اتعدم الإلزام انعدمت المسؤولية ، وإذا انعدمت المسؤولية ضاع كل أمل في وضع الحق في نصابه وإقامة العدالة 2- إن الخير الأخلاقي متميز بتلك السلطة الآمرة تجاه الجميع بتلك الضرورة التي يستشعرها كل فرد -أيا كانت الحالة الراهنة لشعوره –وهي ضرورة تجعل من العصيان أمرا حقيقيا مستهجنا
    مصادر الإلزام الخلقي :
    استكمل القرآن طرق الإلزام وأنواعها ، وسلط الوازعات على عقل المؤمن ثم على قلبه وضميره ، ونفسه وغرائزه ، وطباعه وحسده ، فانتزع الدواء من مكمن الداء ، وشمل بهذا الإلزام الكبائر والصغائر ، والأخلاق والآداب ، وجعل الفرد رقيبا على نفسه وعلى المجتمع ، وجعل المجتمع رقيبا على الفرد وتكاد هذه الالزامات تنحصر في الأتي :
    1- الوحي الديني : حيث أن الدين يدل الإنسان على الخير ، والأخلاق الحميدة . قال تعالى : (( هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ))
    2- العقل : فهو الذي يرشد الإنسان إلى الأخلاق الحميدة السليمة واجتناب الرذائل وقد ذكر القرآن الكريم البراهين العقلية ، والحكمة في كثير من العبادات والمعاملات ، من ذلك قوله تعالى : (( يا أيها الذين أمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون . إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة فهل أنتم منتهون )) وقوله تعالى : ((أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ))
    3- الإلزام بوازع الترهيب والترغيب : سلكت التربية الإسلامية في الإلزام بهذا الوازع طرقا كثيرة منها:
    -الترهيب بانتقام الله في الدنيا من العاصي الظالم قال تتعالى : (( لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ))
    -والترغيب بما عنده سبحانه وتعالى . وقال تعالى : ((فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يكسبون )) قال تعالى : (( ولو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ))
    4-الإلزام بوازع السلطان : إن بعض الناس لا ينفع معهم وازع العقل ، ولا وازع الترغيب والترهيب ، فكان لابد من وازع أعظم في نفوسهم هو وازع السلطان ، وهو العقوبات التي فرضتها الشريعة ، وفوض أمرها إلى الحاكم .
    يقول الله تعالى : (( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم )) ويقول تعالى : (( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله )) فاجتماع الوازعات كلها في الإسلام استكمال لطرق الإلزام لكل من سول له شيطان الهرب من أمر الطاعة والالتزام
    يقصد بثبات الأخلاق الإسلامية إن الفضائل الأساسية للمجتمع من صدق ووفاء وأمانة وعفة وإيثار من الفضائل الاجتماعية المرتبطة بنظام الشريعة العامة كالتسمية عند الطعام وإفشاء السلام وتحريم الخلوة بالأجنبية ، كلها أمور لا يستغني عنها مجتمع كريم ، مهما تطورت الحياة ، وتقدم العلم بل تظل قيما فاضلة ثابتة .
    إن الأخلاق في الإسلام لا تتغير ولا تتطور تبعا للظروف الاجتماعية والأحوال الاقتصادية ، بل هي حواجز متينة ضد الفوضى والظلم والشر ، كما قال الله تعالى : ((تلك حدود الله فلا تعدوها ))
    أما مبررات خاصية الثبات فتتمثل في الأمور التالية :
    1- لأن الفطرة البشرية ثابتة في عمر الإنسانية يرثها الأحفاد عن الأجداد ((كل مولود يولد على الفطرة )) فالخلق فطرة وكذلك القيم الاجتماعية ثابتة .
    2- إن الأخلاق الاجتماعية نابعة عن الدين ، وتصلح لجميع الناس ، وتفترض الخير المطلق ، لأن شارعها هو الله سبحانه وتعالى ، الذي راعى فيها الخير العام قال تعالى : (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ))
    3- إن المنهج الإسلامي يقوم أساسا على عناصر ثابتة مرنة قادرة على استيعاب تغيرات الحياة بأزمانها المرتبطة بالإنسان نفسه ، وبالحدود والضوابط التي لا سبيل إلى تجاوزها وفي مقدمتها قاعدة الالتزام الأساسية التي تقيم للإسلام أصوله الأخلاقية ومن هذه الأصول ثبات القيم الأخلاقية لارتباطها بالإنسان وفطرته البشرية
    آثـار ثبـات الأخلاق :
    يترتب على خاصية الثبات في الأخلاق الإسلامية الآثار والمزايا التالية :
    1- تخليص المجتمعات من ظاهرة القلق والإضرابات التي تسودها، وتمكين الأواصر الإنسانية بالود والرحمة بينهما ، خلافا للمجتمعات التي تتبدل فيها القيم الاجتماعية بحسب التغيرات الاقتصادية ، حيث نجدها تعيش في قلق واضطراب .
    2- التفريق بين الأخلاق والتقاليد ، فالأخلاق ثابتة لأنها جزء من الدين الموصى به ، وهي بذلك كيان متكامل رباني المصدر ، إنساني الهدف . أما التقاليد فمن طبيعتها أن تتغير كلما تغيرت مبررات وجودها ، ولكن ليس بالإمكان تغير الأخلاق ، لأنها تقوم على أسس ثابتة كالحق والعدل والخير . 3- إن عامل الثبات في الأخلاق يبعث الطمأنينة في حياة الفرد ، وفي حياة المجتمع . والثبات على الأخلاق مطلوب لأن الأمور بخواتيمها وبدون الاستقامة والثبات على الحق تفوت الثمرة ، ولا يصل المسلم إلى الغاية
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://myshop.yoo7.com
     
    الأخلاق فى الإسلام
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    WwW.myshop.hot-me.Com :: :::!!!الأسلامى!!!::: :: قسم الاسلامى-
    انتقل الى: